. عبدالعزيز بن عبدالرحمن المقحم*
استضاف مركز النشاط الطلابي في الكلية التقنية بالرياض يوم الاثنين ٣/٤/١٤٣٠ه صاحب أول مصنع سعودي لصناعة السيارات الدكتور ناصر بن حمد الهاجري وامتلأ المسرح بالحضور أساتذة ومتدربين وعلى رأسهم وكيل الكلية المهندس عبدالرحمن بن حمد الموسى الذي قدم للضيف درعاً تذكارياً باسم الكلية في هذه المناسبة.
عرض الدكتور ناصر الهاجري بالصوت والصورة على مدى ساعتين قصة سايرة (GEC) سيارة الإمارات الخليجية، ذات المواصفات العالمية منذ كانت حلماً بعيداً يراوده قبل ثلاثين سنة عام ١٩٧٨ - ١٩٩٨ وهو ابن ستة عشر ربيعاً يدرس المتوسطة في أبوظبي، ويعمل آخر يومه في ورشة لوالده لإصلاح السيارات.
وكانت الفكرة التي تؤرقه وتملأ جوانحه: لماذا نحن نصلح السيارات فقط؟ لماذا لا نصنعها؟؟! وإلى متى سنظل نصلحها فقط ولا نصنعها؟ وظل الحلم معه طيلة سنوات الدراسة يقوم لقيامه ويقعد لقعوده ويأكل معه ويشرب معه:
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
بعد عشر سنوات تقريباً في عام ١٩٨٧ - ١٤٠٧ ابتعث الشاب ناصر لبريطانيا لدراسة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية لأربع سنوات في عام ١٩٨٨ - ١٤٠٨ بدأ الشاب ناصر في مشروع: (السيارة العربية) في مقر إقامته في ويلز.
بعد سنة واحدة في ١٩٨٩ - ١٤٠٩ه تم تصنيع أول سيارة عربية وسجلت باسم ناصر الهاجري في الجهات الرسمية المختصة في بريطانيا في إدارة المركبات والتراخيص بعد فحصها ومطابقتها للمواصفات البريطانية.
بعد هذا النجاح الباهر والاعتراف العالمي قضى الشاب العربي ناصر ثماني عشرة سنة منذ ١٩٨٩ حتى ٢٠٠٦/ ١٤٠٩ - ١٤٢٧ه قضاها في البحث وزيارة مصانع السيارات ومصانع قطع الغيار في شتى دول العالم حتى تبلورت عنده تماماً الفكرة الكاملة للمنتج المطلوب في المنطقة العربية.
في تلك الأثناء قضى سنتين (٢٠٠٠ - ٢٠٠١) مبتعثاً لأمريكا للحصول على درجة الماجستير في هندسة الأنظمة الصناعية - خطوط الإنتاج.
وفي تلك الأثناء أيضاً عام (٢٠٠٤) ابتعث لبريطانيا للحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد العربي وتحديداً في (نقل التقنية) وكان بحثه وموضوعه: (تأثيرات مشروع صناعة السيارات في المملكة والإمارات في نواحي الاقتصاد والتعليم).
وفي الشهر الأول من عام ٢٠٠٩ حصل على الدكتوراه وكان بحثه محل إعجاب واهتمام الجامعة في بريطانيا.
بعد تمام رحلة الثمانية عشر عاماً، وفي الشهر الخامس سنة ٢٠٠٧ أنتج بحمد الله النموذج الأول للسيارة العربية في مدينة أبوظبي، وكان أول من قام بتجريبها سمو الشيخ حمد بن زايد آل نهيان وتم فحص (السيارة العربية) في وزارة الدفاع في أبوظبي وكانت النتائج ممتازة ومشجعة جداً.
في نهاية عام ٢٠٠٧ شاركت (السيارة العربية) في معرض الرياض الدولي للسيارات، بأربع سايرات منها.
وطلب الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى مكتبه الدكتور ناصر وفريق العمل وقدم لهم دعماً مادياً ومعنوياً وأهدى الدكتور ناصر لسمو الأمير سلمان سيارة منها.
هكذا حدثنا الشاب العربي المبدع الدكتور ناصر بن حمد الهاجري على مسرح الكلية التقنية بالرياض، ولتحري الدقة والضبط في نقل المعلومات وتواريخها سالت أخي الدكتور ناصر شخصياً ورقمتها بإملائه وأفاد أيضاً أنه بإذن الله سيقام للسيارة العربية مصنع في الدمام خلال عامي (٢٠٠٩ - ٢٠١٠) بطاقة إنتاجية ١٥.٠٠٠ سيارة سنوياً و٤.٠٠٠ رافعة شوكية وأنه سيقام لها بعد ذلك مصنع آخر في إحدى مناطق المملكة عام ٢٠١٤ه إن شاء الله بطاقة إنتاجية ٣٠٠.٠٠٠ سيارة سنوياً، فقلت له فرحاً الحمد لله هذا كثير! فقال هذا الرقم لا يساوي إنتاج شركة تويوتا في عشرة أيام!! فهي تنتج سنوياً (٩) تسعة ملايين سيارة فقط.
وشركة (السيارة العربية) ستكون كبقية شركات السيارات من حيث إنتاج جميع أشكال السيارات ومخطط القائمين عليها يشمل إنتاج كل فئات السيارات المعروفة من سيارات ركاب وحافلات صغيرة وكبيرة ووانيتات وشاحنات صغيرة وكبيرة ورافعات شوكية وغيرها.
بل أعجبني جواب الدكتور ناصر حين سأله بعض طلابنا في المسرح:
هل تطمعون بتصدير (السيارة العربية) إلى دول أوروبا وغيرها؟! فأجاب: نعم، بل نطمع لما فوق ذلك! وهو إنتاج بعض مواد الطائرات فهذه شركة هونداي بدأت منذ ثلاثين سنة فقط والآن هي من أقوى شركات السيارات وأفضلها وتنتج بعض مواد الطائرات.
ومن باب (مصائب قوم عند قوم فوائد) وأن قضاء الله خير كله ما حكاه الدكتور ناصر الهاجري عن استفادتهم من الأزمة المالية العالمية يقول: كنا لا نحلم أبداً بأي مساعدة من شركات السيارات احتكاراً منهم وخوفاً من المنافسة على الإنتاج والأسواق.
لكن بعد هذه الأزمة أصبحت عدد من شركات السيارات تعرض علينا كل ما عندها بثمن بخس وتطلب ودنا بدقيق أسرارنا والحمد لله رب العالمين.
بعد هذه البشرى التي أزفها لكل قارئ مخلص لأمته بنقل البشرى فقط ولا أثقل القارئ الكريم بآرائي وأحلامي ومقترحاتي كما يفعل الكثير من الكتاب والمذيعين حين يتطفل فيخلط الخل بالعسل، مع أني مشحون جداً بكثير مما أريد قوله في هذه المناسبة السعيدة لكني أدعه كله، وأدعو الله تعالى أن يوفق أخانا الدكتور ناصر الهاجري وكل مسلم مخلص غيور إلى كل خير، ويعصمهم من كل شر والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
* وحدة الخدمات الإرشادية بالكلية التقنية بالرياض
email mark
رابط الخبر : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
استضاف مركز النشاط الطلابي في الكلية التقنية بالرياض يوم الاثنين ٣/٤/١٤٣٠ه صاحب أول مصنع سعودي لصناعة السيارات الدكتور ناصر بن حمد الهاجري وامتلأ المسرح بالحضور أساتذة ومتدربين وعلى رأسهم وكيل الكلية المهندس عبدالرحمن بن حمد الموسى الذي قدم للضيف درعاً تذكارياً باسم الكلية في هذه المناسبة.
عرض الدكتور ناصر الهاجري بالصوت والصورة على مدى ساعتين قصة سايرة (GEC) سيارة الإمارات الخليجية، ذات المواصفات العالمية منذ كانت حلماً بعيداً يراوده قبل ثلاثين سنة عام ١٩٧٨ - ١٩٩٨ وهو ابن ستة عشر ربيعاً يدرس المتوسطة في أبوظبي، ويعمل آخر يومه في ورشة لوالده لإصلاح السيارات.
وكانت الفكرة التي تؤرقه وتملأ جوانحه: لماذا نحن نصلح السيارات فقط؟ لماذا لا نصنعها؟؟! وإلى متى سنظل نصلحها فقط ولا نصنعها؟ وظل الحلم معه طيلة سنوات الدراسة يقوم لقيامه ويقعد لقعوده ويأكل معه ويشرب معه:
وما استعصى على قوم منال
إذا الإقدام كان لهم ركابا
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
بعد عشر سنوات تقريباً في عام ١٩٨٧ - ١٤٠٧ ابتعث الشاب ناصر لبريطانيا لدراسة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية لأربع سنوات في عام ١٩٨٨ - ١٤٠٨ بدأ الشاب ناصر في مشروع: (السيارة العربية) في مقر إقامته في ويلز.
بعد سنة واحدة في ١٩٨٩ - ١٤٠٩ه تم تصنيع أول سيارة عربية وسجلت باسم ناصر الهاجري في الجهات الرسمية المختصة في بريطانيا في إدارة المركبات والتراخيص بعد فحصها ومطابقتها للمواصفات البريطانية.
بعد هذا النجاح الباهر والاعتراف العالمي قضى الشاب العربي ناصر ثماني عشرة سنة منذ ١٩٨٩ حتى ٢٠٠٦/ ١٤٠٩ - ١٤٢٧ه قضاها في البحث وزيارة مصانع السيارات ومصانع قطع الغيار في شتى دول العالم حتى تبلورت عنده تماماً الفكرة الكاملة للمنتج المطلوب في المنطقة العربية.
في تلك الأثناء قضى سنتين (٢٠٠٠ - ٢٠٠١) مبتعثاً لأمريكا للحصول على درجة الماجستير في هندسة الأنظمة الصناعية - خطوط الإنتاج.
وفي تلك الأثناء أيضاً عام (٢٠٠٤) ابتعث لبريطانيا للحصول على درجة الدكتوراه في الاقتصاد العربي وتحديداً في (نقل التقنية) وكان بحثه وموضوعه: (تأثيرات مشروع صناعة السيارات في المملكة والإمارات في نواحي الاقتصاد والتعليم).
وفي الشهر الأول من عام ٢٠٠٩ حصل على الدكتوراه وكان بحثه محل إعجاب واهتمام الجامعة في بريطانيا.
بعد تمام رحلة الثمانية عشر عاماً، وفي الشهر الخامس سنة ٢٠٠٧ أنتج بحمد الله النموذج الأول للسيارة العربية في مدينة أبوظبي، وكان أول من قام بتجريبها سمو الشيخ حمد بن زايد آل نهيان وتم فحص (السيارة العربية) في وزارة الدفاع في أبوظبي وكانت النتائج ممتازة ومشجعة جداً.
في نهاية عام ٢٠٠٧ شاركت (السيارة العربية) في معرض الرياض الدولي للسيارات، بأربع سايرات منها.
وطلب الأمير سلمان بن عبدالعزيز إلى مكتبه الدكتور ناصر وفريق العمل وقدم لهم دعماً مادياً ومعنوياً وأهدى الدكتور ناصر لسمو الأمير سلمان سيارة منها.
هكذا حدثنا الشاب العربي المبدع الدكتور ناصر بن حمد الهاجري على مسرح الكلية التقنية بالرياض، ولتحري الدقة والضبط في نقل المعلومات وتواريخها سالت أخي الدكتور ناصر شخصياً ورقمتها بإملائه وأفاد أيضاً أنه بإذن الله سيقام للسيارة العربية مصنع في الدمام خلال عامي (٢٠٠٩ - ٢٠١٠) بطاقة إنتاجية ١٥.٠٠٠ سيارة سنوياً و٤.٠٠٠ رافعة شوكية وأنه سيقام لها بعد ذلك مصنع آخر في إحدى مناطق المملكة عام ٢٠١٤ه إن شاء الله بطاقة إنتاجية ٣٠٠.٠٠٠ سيارة سنوياً، فقلت له فرحاً الحمد لله هذا كثير! فقال هذا الرقم لا يساوي إنتاج شركة تويوتا في عشرة أيام!! فهي تنتج سنوياً (٩) تسعة ملايين سيارة فقط.
وشركة (السيارة العربية) ستكون كبقية شركات السيارات من حيث إنتاج جميع أشكال السيارات ومخطط القائمين عليها يشمل إنتاج كل فئات السيارات المعروفة من سيارات ركاب وحافلات صغيرة وكبيرة ووانيتات وشاحنات صغيرة وكبيرة ورافعات شوكية وغيرها.
بل أعجبني جواب الدكتور ناصر حين سأله بعض طلابنا في المسرح:
هل تطمعون بتصدير (السيارة العربية) إلى دول أوروبا وغيرها؟! فأجاب: نعم، بل نطمع لما فوق ذلك! وهو إنتاج بعض مواد الطائرات فهذه شركة هونداي بدأت منذ ثلاثين سنة فقط والآن هي من أقوى شركات السيارات وأفضلها وتنتج بعض مواد الطائرات.
ومن باب (مصائب قوم عند قوم فوائد) وأن قضاء الله خير كله ما حكاه الدكتور ناصر الهاجري عن استفادتهم من الأزمة المالية العالمية يقول: كنا لا نحلم أبداً بأي مساعدة من شركات السيارات احتكاراً منهم وخوفاً من المنافسة على الإنتاج والأسواق.
لكن بعد هذه الأزمة أصبحت عدد من شركات السيارات تعرض علينا كل ما عندها بثمن بخس وتطلب ودنا بدقيق أسرارنا والحمد لله رب العالمين.
بعد هذه البشرى التي أزفها لكل قارئ مخلص لأمته بنقل البشرى فقط ولا أثقل القارئ الكريم بآرائي وأحلامي ومقترحاتي كما يفعل الكثير من الكتاب والمذيعين حين يتطفل فيخلط الخل بالعسل، مع أني مشحون جداً بكثير مما أريد قوله في هذه المناسبة السعيدة لكني أدعه كله، وأدعو الله تعالى أن يوفق أخانا الدكتور ناصر الهاجري وكل مسلم مخلص غيور إلى كل خير، ويعصمهم من كل شر والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
* وحدة الخدمات الإرشادية بالكلية التقنية بالرياض
email mark
رابط الخبر : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هذا الخبر من موقع جريدة الرياض اليومية [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]